فصل: الشاهد السابع والستون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.وفاة نصر بن أحمد وولاية أخيه إسمعيل على ما وراء النهر.

ثم توفي نصر سنة تسع وسبعين ومائتين وقام مكانه في سلطان ما وراء النهر أخوه إسمعيل وولاه المعتضد ثم ولاه خراسان سنة سبع وثمانين ومائتين وكان سبب ولايته على خراسان أن عمرو بن الليث كان المعتضد ولاه خراسان وأمره بحرب رافع بن هرثمة فحاربه وقتله وبعث برأسه إلى المعتضد وطلب منه ولاية ما وراء النهر فولاه وسير العساكر لمحاربة إسمعيل بن أحمد مع محمد بن بشير من خواصه فانتهوا إلى آمد بشط جيحون وعبر إليهم إسمعيل فهزمهم وقتل محمد بن بشير ورجع إلى بخارى فسار عمرو بن الليث من نيبسابور إلى بلخ يريد العبور إلى ما وراء النهر فبعث إليه إسمعيل يستعطفه بأن الدنيا العريضة في يدك وإنما لي هذا الثغر فأبى ولج وعبر إسمعيل النهر وأحاط به وهو على نجد فصار محصورا وسأل المحاجزة فأبى إسمعيل وقاتله فهزمه وأخذه بعض العسكر أسيرا وبعث به إلى سمرقند ثم خيره في إنفاذه إلى المعتضد فاختاره فبعث به إليه ووصل إلى بغداد سنة ثمان وثمانين ومائتين وأدخل على جمل وحبس وأرسل المعتضد إلى إسمعيل بولاية خراسان كما كانت لهم فاستولى عليها وصارت بيده ولما قتل عمرو بن الليث طمع محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والديلم في ملك خراسان فسار إليها وهو يظن أن إسمعيل بن أحمد لا يريدها ولا يتجاوز عمله فلما سار إلى جرجان وقد وصل كتاب المعتضد إلى إسمعيل بولاية خراسان فكتب إليه ينهاه عن المسير إليها فأبى فسرح إليه محمد بن هرون قائد رافع وكان قد فارقه عند هزيمته ومقتله ولحق بإسمعيل فسرحه في العساكر لقتل محمد بن زيد العلوي ولقيه على بخرجان فانهزم محمد بن زيد وغنم ابن هرون عسكره وأصابت محمد بن زيد جراحات هلك لأيام منها وأسر ابنه زيد فأنزله إسمعيل بخارى وأجرى عليه وسار محمد بن هرون إلى طبرستان فملكها وخطب فيها لإسمعيل وولاه إسمعيل عليها.

.استيلاء إسماعيل على الري.

كان محمد بن هرون قد انتقض في طبرستان على إسمعيل وخلع دعوة العباسية وكان الوالي على أهل الري من قبل المكتفي أغرتمش التركي وكان سيء السيرة فيهم فاستدعوا محمد بن هرون من طبرستان فسار إليها وحارب أغرتمش فقتله وقتل ابنين له وأخاه كيغلغ من قواد المكتفي واستولى على الري فكتب المكتفي إلى إسمعيل بولاية الري وسار إليها فخرج محمد بن هرون عنها إلى قزوين وزنجان وعاد إلى طبرستان واستعمل إسمعيل بولاية الذين على جرجان فارس الكبير وألزمه بإحضار محمد بن هرون فكاتبه فارس وضمن له إصلاح حاله فقبل قوله وانصرف عن حسان الديلمي إلى بخارى في شعبان سنة تسعين ومائتين ثم قبض في طريقه وأدخل إلى بخارى مقيدا فحبس بها ومات لشهرين.

.وفاة إسمعيل بن أحمد وولاية ابنه أحمد.

ثم توفي إسمعيل بن أحمد صاحب خراسان وما وراء النهر في منتصف سنة خمس وتسعين ومائتين وكان يلقب بعد موته بالماضي وولي بعده أبو نصر أحمد وبعث إليه المكتفي بالولاية وعقد له لواءه بيده وكان إسمعيل عادلا حسن السيرة حليما وخرجت الترك في أيامه سنة إحدى وتسعين ومائتين إلى ما وراء النهر في عدد لا يحصى يقال كان معهم سبعمائة قبة وهي لا تكون إلا للرؤساء فاستنفر لهم إسمعيل الناس وخرج من الجند والمتطوعة خلق كثير وخرجوا إلى الترك وهم غارون فكبسوهم مصبحين وقتلوا منهم ما لا يحصى وانهزم الباقون واستبيح عسكرهم ولما مات ولي ابنه أبو نصر أحمد واستوثق أمره ببخارى بعث عن عمه إسحاق بن أحمد من سمرقند فقبض عليه وحبسه ثم عبر إلى خراسان ونزل نيسابور وكان فارس الكبير مولى أبيه عاملا على جرجان وكان ظهر له أن أباه عزله عن جرجان بفارس هذا وكان فارس قد ولي الري وطبرستان وبعث إلى إسمعيل ابن أحمد بثمانين حملا من المال فما سمع بوفاة إسمعيل استردها من الطريق وحقد له أبو نصر ذلك كله فخافه فارس فما نزل أبو نصر نيسابور كتب فارس إلى المكتفي يستأذنه في المسير إليه وسار في أربعة آلاف إلى فارس وأتبعه أبو نصر فلم يدركه وتحصن منه عامل أبي نصر بالري ووصل إلى بغداد فوجد المقتدر قد ولي بعد المكتفي وقد وقعت حادثة ابن المعين فولاه المقتدر ديار ربيعة وبعثه في طلب بني حمدان وخشى أصحاب المقتدر أن يتقدم عليهم فوضعوا عليه غلاما له فسمه ومات بالموصل وتزوج الغلام امرأته.